الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
محاضرات عن طلب العلم وفضل العلماء
13940 مشاهدة
مقدمة عن أهمية التفقه في الدين

بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحمد الله -سبحانه وتعالى- على أن يسر لنا هذا الاجتماع الطيب لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ونتمنى أن تحصل الفائدة المرجوة للجميع، وكما نشكر فضيلة الشيخ على تجاوبه الكريم معنا، وعلى أن تفضل بالحضور للإلقاء كلمة، والاستماع إلى أسئلتكم، والإجابة عليها، كما يتفضل الشيخ بإلقاء كلمة عن طلب العلم، وعن فضل ذلك، فأترك المجال حتى لا أطيل عليكم لفضيلة الشيخ؛ حتى يفيدنا مما عنده - جزاه الله خيرا -.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه، وبعد.. فالإنسان في هذه الحياة قد كُلِّف، وأُمر ونُهي، وفرضت عليه فرائض، وألزم بإلزامات، منها ما يتعلق بالعبادة، ومنها ما يتعلق بالعادة، وجعل الله في جبلته وفي فطرته أنه يحرص على ما يراه فيه منفعة له، ومصلحة وراحة لبدنه، وما يجد منه تنعما، وتلذذا، وينفر عن ما يضره، وما يحصل عليه منه مشقة وصعوبة.
ولكن قد يخفى عليه بعض الأشياء الضارة فيعتقدها نافعة، وبعض الأشياء النافعة يتركها يعتقدها ضارة، وقد يكون الضرر خفيا أو تدريجيا، وهذا ما يجعل المسلم بحاجة إلى التعلم الذي يصبح به عارفا لما ينفعه ولما يضره، فيتجنب ما فيه الضرر عن بصيرة ويقين، ويفعل ما فيه النفع عن معرفة وعلم متحقق.
ولا جرم أن أهم ما يهم الإنسان التفقه بما خلق لأجله، وهو عبادة الله تعالى، التي أوجدت لأجلها البرية، يقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذا كنا مخلوقين لأجل هذه العبادة، فما هي العبادة؟ وما كيفيتها؟
لا شك أن معرفتها تحتاج منا إلى تعلم؛ ولأجل ذلك اشتملت الشريعة الإسلامية على التفصيل في هذه الأمور، التفصيل في العبادات، فمن طلب تلك التفاصيل وجدها، ومن أعرض عنها حرم خيرا كثيرا، وأدى عباداته على جهل وضلال، وهذا ما يجعل الإنسان يحرص على أن يكون متبصرا في دينه، متفقها فيه.
ولا بد أن نذكر شيئا من الأدلة التي يفهم منها أهمية التعلم، والتفقه فيما ينفع الإنسان في هذه الحياة.